كشف السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، عن إمكانية تعديل موعد القمة العربية الطارئة المقررة في 27 فبراير الجاري بمصر، مشيرًا إلى أن التغيير المحتمل يأتي استجابة لترتيبات حضور قادة الدول المشاركة.
حرص مصر على مشاركة واسعة لضمان نجاح القمة
أكد زكي، في تصريحات لقناة "أون تي في"، أن مصر تسعى لضمان حضور أكبر عدد ممكن من القادة العرب لتحقيق أقصى قدر من التنسيق حول القضايا المحورية، خاصة القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن أي تعديل في الموعد سيكون لأسباب لوجستية بحتة.
محاور القمة: موقف عربي موحد ضد التهجير
أوضح زكي أن القمة العربية تهدف إلى بلورة موقف موحد وقوي تجاه فلسطين، في ظل رفض الدول العربية لمخطط التهجير الذي طرحته إسرائيل وتبنته لاحقًا الإدارة الأمريكية. وأكد أن الطرح المصري سيكون محور النقاش، حيث يشمل مقترحات لإعادة إعمار غزة عبر الفلسطينيين أنفسهم، لضمان توفير فرص عمل دون الحاجة إلى تهجير السكان خارج القطاع.
وشدد على أن القمة ستخرج بوثيقة رسمية تعبر عن الدعم العربي الكامل للشعب الفلسطيني، وتعزز من صموده في مواجهة التحديات المفروضة عليه.
التنسيق الخماسي قبل القمة العربية الموسعة
تطرق زكي إلى القمة العربية الخماسية التي ستعقد في الرياض قبل القمة الطارئة، والتي تضم مصر، الأردن، السعودية، الإمارات، وقطر، موضحًا أن هذه الدول تُنسق مواقفها منذ بداية الحرب في غزة عبر اجتماعات متواصلة على مستوى وزراء الخارجية.
وأشار إلى أن جامعة الدول العربية لم تُدعَ إلى الاجتماعات الخماسية السابقة لكنها تُبلغ عادةً بالتطورات، مع احتمالية دعوة الجانب الفلسطيني لحضور القمة الخماسية، في خطوة تهدف إلى توحيد الموقف العربي قبل عرضه في القمة الموسعة.
الموقف العربي من المقترحات الأمريكية بشأن غزة
أكد زكي أن الموقف العربي تجاه خطة الرئيس الأمريكي الخاصة بغزة سيتبلور عند بدء الحوار الرسمي مع واشنطن، مشددًا على أن الشرط الأساسي هو احترام إرادة الفلسطينيين وحقهم في تقرير مصيرهم.
وأشار إلى أن التساؤل الأهم هو ما إذا كانت الخطة الأمريكية تهدف إلى إخلاء غزة من سكانها أم أنها وسيلة لإعادة التفاوض حول مستقبل الحكم في القطاع، مؤكدًا أن الفلسطينيين يرفضون أي محاولات لفرض السيطرة الإسرائيلية أو تعيين جهة لحكم غزة دون إرادتهم.
حماس ومستقبل الحكم في غزة
تطرق زكي إلى تصريحات حركة حماس الأخيرة حول استعدادها للتخلي عن حكم غزة، معتبرًا أنها قد تفتح الباب أمام مرحلة أكثر استقرارًا، وتساهم في تمرير المبادرات العربية، مما يقلل من تأثير الضغوط الأمريكية على الملف الفلسطيني.
كما أشار إلى أن الوضع المالي الصعب للسلطة الفلسطينية نتيجة القيود الإسرائيلية يجعلها غير قادرة على أداء دورها الكامل في إدارة القطاع، مما يستدعي دعمًا سياسيًا وأمنيًا من الدول العربية لتعزيز قدرتها على الحكم بشكل فعال.
العراقيل الإسرائيلية أمام المساعدات الإنسانية واتفاق التهدئة
انتقد زكي تباطؤ دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بسبب القيود الإسرائيلية، مؤكدًا أن ذلك يتعارض مع الالتزامات القانونية والأخلاقية.
وأشار إلى أن إسرائيل تماطل في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، رافضة الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تشمل تبادل أسرى إضافي وإجراءات أخرى، وهو ما قد يؤدي إلى عودة التصعيد العسكري في ظل صعوبة الأوضاع الإنسانية في غزة.
خاتمة
في ظل هذه التطورات، تترقب الدول العربية القمة الطارئة لإعادة صياغة موقف موحد تجاه فلسطين، في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات متزايدة بسبب السياسات الإسرائيلية المتشددة وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي.